الثلاثاء، 26 يناير 2010

اليها .. فرجينيا وولف / بقلم .. هويدا الحسن


الى من أورثتنا معاطف مثقلة جيوبها بالحجارة ..
معطف قديم مهترأ باهتة الوانه ملقى على شط بحيرة مزينة بحبات ثلج لؤلؤية .. وليلة ساكنة غاب عنها قمرها فتحلت بظلام قاتم .. بدا كل شئ هادئ السكون يحتضن كل شئ عله يبعث في تلك الأشياء بعض من طمأنينة او بعض من دفء .. فتح زوجها باب غرفتها وجدها ترقد هادئة في مخدعها ..شعر ببعض الطمأنينة .. صدرت عنه زفرة ارتياح .. اخيرا استسلمت للنوم .. ايام مضتت دون ان يداعب النوم جفناها .. اغلق الباب في هدوء وتوجه الى غرفته ليحظى ببعض سويعات من الراحة بعد كل ما عناه مع زوجته في الأيام السابقة .. فتحت عيناها لتنطلق من داخلها دمعة حارة كادت ان تحرق وجنتها الناعمة .. تعلم جيدا كل ما سببته من آلام لزوجها وابنائها وكل المحيطين بها وتسألت الى متى سأظل مصدر ألم لكل من احبوني .. انتزعت جسدها الهزيل من تحت الأغطية وبخطوات ثقيلة اتجهت نحو النافذة .. فتحتها فهاجمتها قرصات البرد القاسية .. قشعريرة قوية سرت بجسدها .. ورغم برودة الجو ورغم الظلام استطاعت ان ترى علامات النهاية تقترب .. غادرت غرفتها وبخطوات هادئة تفقدت غرفة ابنائها وضعت قبلة حانية على وجه ابنها اقتربت من ابنتها مسحت بيديها على شعرها ونظرت الى وجهها الملائكي وهمست في اذنها .. كوني انت كما تحبي ان تكوني لا كما يريدك الآخرون .. لا تكوني مثلي فانا وقفت في منتصف طريقين متقاطعين فلم استطع ان اكون نفسي ولم استطع ان اكون كما يريدون .. وضعت قبلة دافئة على جبين ابنتها وخرجت بهدوء .. اتجهت الى غرفة زوجها ودخلتها بحذر كي لا توقظه .. جلست على مقربة منه وهمست في خفوت اعلم انك احببتني وانك تحملتني كثيرا .. وتحملت من اجلي الكثير من اللوم .. لكنك لم تستطع ان تراني كما انا .. اردت دوما رؤيتي في عباءة الأخرين .. قبلته في هدوء والى جانبه وضعت ورقة كتبت داخلها كلمة واحد ( احبك ) اجتازت باب منزلها واتجهت الى البحيرة .. وقفت لاتدري ماذا تفعل .. ما الذي اتى بها الى البحيرة شعرت بجسدها يكاد يتجمد من برودة الجو وفجأة وقعت عيناها على المعطف .. انحنت لتأخذه اردته وضعت يديها داخل جيوبه فاصطدمت يداها بشئ قاسي اخرجت يديها ونظرت .. انها حجارة ابتسمت في هدوء وتقدمت نحو البحيرة واخيرا عرفت نفسها الهدوء عندما استقر جسدها في القاع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مواقع صديقه