الثلاثاء، 9 فبراير 2010

الذروة - دراسة رائعة


في كل مرحلة من مراحل حياتنا ، هناك حتما ذروة ..
ذروة يبلغ فيها الشيء - أي شيء - قمته ومداه ، ويصل الى أقصى مايمكن أن يصل اليه ..
هناك ذروة للنجاح ..
وللفشل ..
وللغضب ..
وللفرح ..
وأيضا للحب ..
ولكن المدهش ، أنه في كل الحالات ، أن الإنسان لايدرك قط أنه بلغ ذروته ..
الشخص يمكن أن ينجح ، ويواصل النجاح والتق...دم لكنه لا يدرك قط أنه قد فاق أقرانه بكثير ، وأنه قد تجاوز كل الحواجز ، وبلغ ذروة لم يبلغها سواه ..
ربما يشعر الأخرون بهذا ، أما هو ؛ فينشغل بنجاحه عن ادراك ذروته ..
ثم تبدأ الذروة في الإنحسار ..
ويدرك المرأ أين كان بالضبط قبل هذا ..
هذا يحدث أيضا في كل الأحيان ، وبالذات في الحب ..
وبلوغ ذروة الحب أمر لايدركه العديد من المحبين ؛ إذ أنه من الطبيعي أن تتدرج المشاعر ، من الود ، الى الإعجاب ، الى الإنبهار ، الى الحب ..
ثم يتطور الحب ..
ويتطور..
ويتطور ..
وإذا ما كان الحب متبادلا بين الطرفين ، فسيلغان ذروته ، دون حتى أن ينتبها الى ذلك ..
وذروة الحب أمر رائع ..
بل هو أروع مافي العلاقات الإنسانية كلها..
فمع ذروة الحب ، يتوقف الطرفان عن التعامل من منظور فردي ، ويبدأان الانتقال الى المعيار المزدوج ..
كل شئ أصبح يرتبط بهما معا ، وليس بأحدهما دون الأخر ..
كل شئ ..
العواطف ..
المشاعر ..
الأحاسيس ..
وحتى الأحلام ..
أفكارهما نفسها تحويهما معا ، فل أحد منهما يتخيل حياته من دون الأخر ، ولا يرى مستقبله إلا معه ..
الوجبة الواحدة لا يصبح لها مذاق ، إلا إذا تناولاها معا ..
ورويدا رويدا ، تمتزج روحاهما ، ويصبحان أشبه بشطري المخ ، لا يمكن أن يعمل أحدهما دون الأخر ، وإلا أصيب الجسد بشلل كبير ..
ومع الحب ، تمتزج الأهداف والنوايا ، وتتقارب الأفكار والطموحات ، وتصبح سعادة أحد الطرفين هي الهدف الأسمى للطرف الأخر ..
حتى الألم يتحول الى لذة ، لو أن ثمنه هو ابتسامة سعادة ، أو نظرة حب ، لدى الطرف الثاني ..
عندئذ يكون الاثنان قد بلغا الذروة ..
ولكنها لن يدركا ذلك ..
لن يدركاه حتى تحدث الرجة ..
ومن المؤسف أنها تحدث دوما ..
الإنسان داخله شيطان ما ، يتوتر اذا مابلغ قمة السعادة ، فيبدأ في نبش كل خلية من خلايا المخ ، في محاولة لإيقاظ لمحة ما ، أية لمحة يمكن أن تفسد الهناء ..
والعجيب أنه ينجح في كل الأحوال ..
ربما لأن النفس البشرية ضعيفة ، أو أنها أمارة بالسوء كما يقال..
ففي ذروة الحب ، لا بد و أن يبدأ أحد الطرفين بالتمرد ، على نحو أو اّخر ..
والبداية دوما تكون برفض الازدواجية ..
في مرحلة ما ، لا يمكن تحديدها ، يبدأ ذلك الشق الصغير في التكون ، وسط تلك العلاقة الازدواجية المتبادلة الجميلة ..
شق يبدأ أصغر من أن يلف الانتباه ..
ربما ينشأ من موقف ..
او حدث ..
أو حتى كلمة قيلت ..
المهم أن شيطان الفساد يتلقى هذا ، ويضخمه ، ويضيف اليه عشرات الأحداث الصغيرة ، عبر علاقة طويلة ..
وهنا يتسع الشق ..
و يتسع ..
ويتسع ..
وفي لحظة ما تتهاوى الإزدواجية ويعود مبدأ الفردية للسيطرة ..
كل طرف من الطرفين يبدأ الحديث عن نفسه ..
عن مشاعره ، أحاسيسه ، عذاباته ، ألامه ..
عن كل ماتحمله ؛ لتستمر العلاقة ..
وكل طرف يفكر في نفسه فقط ، دون الأخر ..
ومع التفكير والفردية ، تبدأ مرحلة التحدي ، والرغبة في إثبات الذات ..
ويتسع الشق أكثر وأكثر ، ويتحول الى هوة سحيقة ..
ربما يتدخل البعض ، أو حتى يجلس الطرفان للمناقشة ، وتحل المشكلة ، ويعود المحبان الى بعضهما ..
ولكن ليس الى الذروة ..
فالذروة قد ذهبت ..
وإلى الأبد..
ما حدث بينهما سيظل دوما أشبه بشرخ ما ، في لوح من الزجاج البلوري النقي ..
صحيح أنه لن يؤدي الى انهيار الزجاج ؛ إلا انه سيفقده نقائه وشفافيته ..
وسيظل الشرخ مرئيا دوما ..
وكذلك الذروة ..
انها إما أن تكون ، أو لا تكون ..
وأبدا لن تعود ..
الوسيلة الوحيدة للحفاظ على ذروة الحب اذن ، هي ألا نفقدها إذا ما وصلنا إليها ..
وهذا ليس بالأمر السهل .. وليس بالمستحيل أيضا ..
كل ماهو مطلوب منا هو أن نزيد مساحة الحب في أعماقنا ، حتى تحتل القدر الأكبر من مشاعرنا ، فتنزاح الى جوارها ، كل المشاعر والعواطف السلبية الأخرى ..
أن نثق في من نحب ..
في مشاعرنا نحوه ..
ومشاعره نحونا ..
نثق في أن كل ما يفعله هو بدافع الحب وحده ، وليس بأي دافع أخر ..
حتى لو أخطأ ، لابد وأن ندرك ونثق في أنه لم يقصد هذا ، ولم يتعمده ، ولم يسع قط لإيذائنا ..
الحب هو الثقة ، الإقتناع ، والإيمان بحسن النوايا والمقاصد ..
لو افترضنا فقط حسن النية ، ستسير سفينة الحب في بحر الحياة ، حتى لو انقلبت ، أ, هاجمتها العواصف ..
وفيها يثبت الحب وجوده ..
فالحب لايبلغ ذروته ؛ لأن المحبين يتشاركان ساعات الفرح والهناء فحسب ، ولكنه ينمو ويزدهر ، عندما يواجهان معا المصاعب والعواصف ..
ولن نبالغ لو قلنا : أن الأزمات تصنع حبا يفوق ما تصنعه أيام السعادة والهناء ..
بل تصنع ماهو أقوى من الحب ..
الثقة ..
وما يساعد ذروة الحب على الاستمرار هو الثقة ..
والثقافة ..
وهدوء النفس ..
ولست أشك لحظة واحدة ، في أن نصف من سيقرؤن هذا الموضوع سيسخرون من كل كلمة جائت فيه ، وسيؤكدون أن الحب نفسه لم يعد موجودا ، فما بالك بذروته !!
ثم ان البعض سيشكك في نمو العواطف والمشاعر ، في مثل هذا الزمن الصعب ..
زمن المادة ، كما يطلقون عليه ..
والواقع أني أشعر بالكثير من الشفقة ، على من يفكرون بهذا الأسلوب ، ومن حرموا أنفسهم من الشعور بأسمى عواطف البشرية ..
فالحب موجود دائما ، مهما تعقدت الحياة ، أو زادت ماديتها ، بل أنه ينمو ويزدهر أكثر ، في المجتمعات المغرقة في المادية ؛ نظرا لأن الناس يكونون فيها أكثر حاجة الى الحب..
وإلى كل العواطف ..
كل مافي الأمر ، أن البعض قد أصيب بحالة من جفاف المشاعر ، أو من عدوى القساوة ، مررا هذا بصعوبة المعيشة ، وضعف الإمكانيات ، أو غلظة تعامل الناس ، مع بعضهم البعض ..
ولست أظن الدنيا يعنيها هذا ..
فمهما كانت مشاعرنا ، وظروفنا ، وسبل عيشنا ، فسنحيا مرة واحدة لا غير ..
مرة ينبغى نستمتع بكل ما أحل الله (سبحانه وتعالى) لنا ؛ إذ من الجحود أن يمنحنا نعمته (عز وجل) ، فنتجاوز عنها لأي سبب كان ..
وحتى لو كانت الحياة قاسية ، فلمذا لا نبحث فيها عن قبس من السعادة ؟..
لمحة من النور ..
همسة حب ..
لم لا ؟!
سل نفسك هذا السؤال ؛ وابحث عن جوابه ، وتذكر أنك ستحيا مرة واحدة ..
وذروة واحدة ..
في النجاح ..
وفي الحياة ..
والحب ..


فكر بشكل تاني ، عشان تعيشها بشكل تاني
تحياتي 09-12-2009, 12:35
riri cat

رد : الذروة - دراسة رائعة -



فى البدايه أود أن أحييك على هذا او هذه المحاضره القيمه

كثيرا منا حقا كما قلت فى نهايه الموضوع سيسخرون من كل كلمه جاءت فيه وسيؤكدون ان الحب نفسه لم يعد موجودا

وطبعا هذا مفهوم او اعتقاد خاطىء
فكثير مننا يعلم أن الحب مازال موجودا ولكننا كعادتنا بشر تدمر كل شىء
الانسان بطبيعته عموما عندما يصل الى ذروه السعاده فى اى شىء
سواء حب او عمل يبدأ فى البحث عن اسباب واهيه لتدمير سعادته
الحياه جميله ولكن الانسان يدمرها
فمثلا عندك فى الحياه العامه
الانسان يستخدم الحديد فى البناء والتعمير
ولكن ازاى يقعد ساكت
لازم يدور على اسباب لتعاسته وشقائه
فتجده يضيف الى قطعه الحديد سنان ويستخدمها كرمح فى الحروب

حتى العسل الذى هو شفاء من الله
الانسان بيستخدمه ايضا للقتل بأن يدس فيه السم ويقتل اخيه او ابيه

ومع الحب تحدث نفس المشاكل
الانسان بيدمره بايده
الحب مثل الورده
ان لم ترعاها تدبل بمرور الزمن
الحب مثل الطفل
ان لم ترعاه يصبح انسان غير سوى

كثيرا منا فى بدايه الحب يشعر بالسعاده التى تصل الى الذروه احيانا كثيره
ويتطور هذا الحب كما تكرمت وذكرت فى الموضوع حتى يصل الى الزواج

ولكن ماذا يحدث بعد هذا الزواج
تجد فتور فى العلاقه بين الزوجين
خلاص بقى تزوجوا
هى تهمل فى نفسها
وهو ايضا
والاتنين يحصل مابينهم انشقاق وتباعد
والواحد يستغرب جدا ويقول
ده الاتنين دول كانوا بيحبوا بعض جدا قبل الزواج
ايه اللى حصل دلوقتى؟
اللى حصل اننا مابقناش نستحمل بعض
مابقيناش نحافظ على النعم
هتقولى هو الحب نعمه؟!
هقولك اه طبعا نعمه من ربنا
بس انا زى ماقلت احنا اصلا مش بنحافظ على نعم ربنا الماديه الملموسه امامنا
فهل هنحافظ على نعم معنويه؟
ياريت مثلا المتزوجون عندما يصلوا الى مرحله الفتور
وماله لو كانت الزوجه متفهمه
تاخذ زوجها وتتحدث معه فى مشاكلهم باسلوب حضارى
وتشوف التقصير من مين
مش الاتنين يبعدوا والبيت يبقى عامل زى السفينه اللى ليها رئيسين
وبالتالى تغرق
وايضا كما ذكرت فى الموضوع ان الحب لايبلغ ذروته ؛ لأن المحبين يتشاركان ساعات الفرح والهناء فحسب ، ولكنه ينمو ويزدهر ، عندما يواجهان معا المصاعب والعواصف ..

حقا الأزمات تصنع حبا يفوق ما تصنعه أيام السعادة والهناء ..

الأزمات والمشاكل اللى ممكن تحصل تصنع ماهو أقوى من الحب
ألا وهو الثقه


أرجو ألا أكون قد أطلت الحديث
ولكنه موضوع شيق ويستحق القراءه بتمعن
شكرا لك اخى الكريم
وتقبل منى فائق الاحترام والتقدير

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مواقع صديقه